920008485
التهاب الغدد اللمفاوية يمكن أن يكون من نوعين: حميد أو خبيث. لفهم الفروق بينهما، من الضروري أولاً فهم الوظائف الأساسية للغدد اللمفاوية وكيفية عمل الجهاز اللمفاوي في الجسم.
الجهاز اللمفاوي هو جزء من الجهاز المناعي ويشتمل على شبكة من الأوعية الدموية والأنسجة والأعضاء التي تحتوي على الليمفا. الليمفا هي سائل شفاف يحتوي على الخلايا البيضاء التي تساعد في مكافحة العدوى. الغدد اللمفاوية هي عقد صغيرة من الأنسجة التي توجد في جميع أنحاء الجسم وتعمل كمراكز للخلايا البيضاء التي تحارب العدوى.
عندما يصاب الجسم بعدوى، يمكن أن يؤدي ذلك إلى التهاب الغدد اللمفاوية، وهي حالة تعرف باسم التهاب الغدد الليمفاوية. عندما تصبح الغدد اللمفاوية ملتهبة، يمكن أن تصبح مؤلمة ومنتفخة.
التهاب الغدد اللمفاوية الحميد هو التهاب غير سرطاني يحدث عادةً نتيجة للعدوى بفيروس أو بكتيريا. هذا يمكن أن يؤدي إلى تضخم وألم في الغدد اللمفاوية. على سبيل المثال، عندما يصاب شخص بعدوى في الحلق، يمكن أن تصبح الغدد اللمفاوية في العنق ملتهبة ومنتفخة. في معظم الحالات، يمكن علاج التهاب الغدد اللمفاوية الحميد بنجاح باستخدام المضادات الحيوية أو العلاجات الأخرى لعلاج العدوى الأصلية.
على الجهة الأخرى، التهاب الغدد اللمفاوية الخبيث يشير إلى التهاب الغدد اللمفاوية نتيجة لنمو الأورام السرطانية. هذه الأورام يمكن أن تكون أصلية، مما يعني أنها بدأت في الغدد اللمفاوية، كما هو الحال في الليمفوما، أو يمكن أن تكون نتيجة لانتشار السرطان من منطقة أخرى في الجسم. الأورام الخبيثة تكون عادةً أكثر صلابة وقد لا تكون مؤلمة عند اللمس.
يعتبر الغدد اللمفاوية جزءًا هامًا من جهاز المناعة في الجسم. إنها تعمل كفلاتر للمواد الغريبة وتساعد في مكافحة العدوى. عندما يصاب الجسم بالعدوى، يمكن أن تتضخم الغدد اللمفاوية وتصبح مؤلمة، وهذا هو ما يعرف بالتهاب الغدد الليمفاوية.
التضخم الحميدي للغدد الليمفاوية
هذه هي الحالة الأكثر شيوعًا وغالباً ما تكون نتيجة لعدوى بكتيرية أو فيروسية. عندما يكون الجسم مصابًا بعدوى، يتفاعل الجهاز المناعي بإنتاج عدد أكبر من الخلايا البيضاء، مما يؤدي إلى انتفاخ الغدد اللمفاوية. هذا النوع من التهاب الغدد اللمفاوية عادة ما يكون مؤقتًا ويتحسن مع مرور الوقت بمجرد معالجة العدوى الأصلية. العلاج قد يشمل المضادات الحيوية إذا كانت العدوى ناتجة عن بكتيريا، والراحة وشرب الكثير من المياه.
التضخم السرطاني للغدد الليمفاوية
التضخم السرطاني للغدد الليمفاوية هي حالة أكثر خطورة تحدث عندما تنمو الأورام السرطانية في الغدد اللمفاوية أو تنتشر إليها من أجزاء أخرى من الجسم. هناك عدة أنواع من السرطان يمكن أن تؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية الخبيث، منها:
• الليمفوما: هي نوع من السرطان يبدأ في الخلايا اللمفاوية. هناك نوعان رئيسيان من الليمفوما، هما الليمفوما الهودجكين والليمفوما غير الهودجكين.
• التفرق الورمي: هو عندما ينتشر السرطان من منطقة أخرى في الجسم إلى الغدد اللمفاوية.
علاج التهاب الغدد الليمفاوية الخبيث يعتمد على نوع السرطان ومدى انتشاره. العلاج قد يشمل الكيماوي، والعلاج بالإشعاع، والجراحة لإزالة الأورام، والعلاج المناعي.
التشخيص
تشخيص التهاب الغدد اللمفاوية يعتمد على عدة عوامل بما في ذلك الأعراض الظاهرة، والتاريخ الطبي للمريض، والفحص البدني. الأعراض قد تشمل انتفاخ في مناطق الغدد اللمفاوية، مثل العنق، وتحت الذراعين، والفخذين، وكذلك الحمى، والتعب، وفقدان الوزن.
أثناء الفحص البدني، قد يقوم الطبيب بفحص الغدد اللمفاوية لتحديد مدى انتفاخها وما إذا كانت مؤلمة عند اللمس. قد يتم طلب اختبارات أخرى مثل فحوصات الدم، والتصوير بالأشعة السينية، والألتراسونوغرافيا، وتصوير البوزيترونات (PET)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للمساعدة في تحديد ما إذا كان الالتهاب حميدًا أو خبيثًا.
النهج العلاجي
تحديد النهج العلاجي المناسب يعتمد على عدة عوامل بما في ذلك ما إذا كان الالتهاب حميدًا أو خبيثًا، ومدى انتشار الالتهاب أو السرطان، والصحة العامة للمريض.
• التهاب الغدد اللمفاوية الحميد: العلاج يركز على معالجة العدوى الأصلية التي تسببت في الالتهاب. العلاج قد يشمل المضادات الحيوية إذا كانت العدوى ناتجة عن بكتيريا. في بعض الحالات، قد يتم استخدام المسكنات للمساعدة في التحكم في الألم.
• التهاب الغدد اللمفاوية الخبيث: العلاج يعتمد على نوع السرطان ومدى انتشاره. العلاج قد يشمل الكيماوي، والعلاج بالإشعاع، والجراحة لإزالة الأورام، والعلاج المناعي.
العلاج
العلاج لالتهاب الغدد اللمفاوية يعتمد على السبب الكامن.
إذا كان التهاب الغدد اللمفاوية حميدًا، فإن علاج العدوى الأصلية يمكن أن يساعد في تقليل التورم والألم. ذلك قد يشمل استخدام المضادات الحيوية أو الأدوية الأخرى لمكافحة العدوى. قد يكون من الضروري أيضًا استخدام مسكنات الألم والأدوية المضادة للالتهاب لتقليل الألم والتورم.
في حالة التهاب الغدد اللمفاوية الخبيث، فإن العلاج قد يشمل الكيماوي والإشعاع و / أو العلاج المناعي. الكيماوي يستخدم لقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. العلاج بالإشعاع يستخدم لقتل الخلايا السرطانية في منطقة معينة من الجسم. العلاج المناعي يستخدم لتعزيز الجهاز المناعي لمحاربة السرطان.
الوقاية
لا يمكن منع جميع حالات التهاب الغدد اللمفاوية، لكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بها:
• منع العدوى: غسل اليدين بانتظام وتجنب الأشخاص المصابين بعدوى يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بعدوى تؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية.
• التطعيم: التطعيم ضد الأمراض المعدية مثل النكاف والحصبة والأنفلونزا يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالعدوى التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية.
• تجنب التدخين: التدخين بكميات كبيرة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك السرطانات التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية الخبيث.
الصحة العامة للغدد اللمفاوية
الغدد اللمفاوية تلعب دورًا مهمًا في جهاز المناعة البشري. إنها تساعد في فلترة البكتيريا والفيروسات والمواد الأخرى الضارة من الدم، وتنتج الخلايا البيضاء التي تساعد في مكافحة العدوى. الحفاظ على صحة الغدد اللمفاوية يعتبر مهمًا للحفاظ على صحة الجهاز المناعي والجسم بأسره. هنا بعض النصائح للحفاظ على صحة الغدد اللمفاوية:
• التغذية الصحيحة: تناول نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والبروتينات الصحية يمكن أن يساعد في تقوية الجهاز المناعي.
• الرياضة بانتظام: ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد في تعزيز الدورة الدموية والتي بدورها يمكن أن تساعد في تحريك الليمف عبر الجسم وتقليل الالتهاب.
• شرب كميات كافية من الماء: شرب كميات كافية من الماء يمكن أن يساعد في ترطيب الجسم وتحفيز الدورة الدموية.
• تجنب التدخين: كما ذكرنا سابقًا، التدخين بكميات كبيرة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك السرطانات التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية الخبيث.
• النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام والحفاظ على النظافة الشخصية يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالعدوى.
العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على صحة الغدد اللمفاوية
• العدوى: العدوى البكتيرية والفيروسية يمكن أن تؤدي إلى انتفاخ والتهاب الغدد اللمفاوية.
• الأمراض المناعية الذاتية: الأمراض المناعية الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية.
• استخدام بعض الأدوية: بعض الأدوية يمكن أن تؤدي إلى انتفاخ الغدد اللمفاوية كأثر جانبي.
الفحص الدوري
إن الغدد اللمفاوية المنتفخة غالباً ما يمكن أن تكون علامة على العدوى أو مشكلة صحية أخرى. من الهام جدًا إجراء فحص دوري للغدد اللمفاوية ومراجعة الطبيب إذا كانت هناك أي تغييرات في حجم الغدد اللمفاوية أو إذا كانت مؤلمة عند اللمس.
في الختام، فإن التهاب الغدد اللمفاوية يمكن أن يكون إما حميدًا أو خبيثًا. التهاب الغدد اللمفاوية الحميد يحدث عادةً نتيجة للعدوى بفيروس أو بكتيريا ويمكن علاجه بنجاح باستخدام المضادات الحيوية أو العلاجات الأخرى لعلاج العدوى الأصلية. التهاب الغدد اللمفاوية الخبيث يشير إلى التهاب الغدد اللمفاوية نتيجة لنمو الأورام السرطانية وقد يتطلب العلاج بالكيماوي والإشعاع و / أو العلاج المناعي. التشخيص الدقيق والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في تحقيق أفضل النتائج.