920008485
هل تذكر الشعور عندما تعثر على حجر صغير في حذائك، كيف يمكن لهذا الحجر الصغير أن يتسبب في الكثير من الإزعاج والألم؟ الآن، تخيل أن هذا الحجر الصغير داخل جسمك! هذا هو الشعور الذي قد يشعر به الأشخاص الذين يعانون من حصوات المسالك البولية. لندخل في تفاصيل هذا العالم الغامض ونكتشف المزيد عن هذه الحصوات.
أصبحت طرق علاج الحصى في المسالك البولية حديثاً شائعاً في العالم اليوم، نظراً للآلام الحادة التي قد يُحدثها تجمع الحصى الصغيرة، وما يتطور لاحقاً من اضطرابات في الجهاز البولي.
تطورت طرق غير جراحية لتحقيق علاج فعال دون التعرض لمضاعفات الجراحة التقليدية، ومن بينهم تقنية تفتيت الحصى بالموجات فوق الصوتية التي تتميز بفترة شفاء أقل مقارنة بالجراحة المفتوحة، وألم أقل، وراحة أكبر. سنناقش في هذا المقال أحدث العلاجات والطرق التشخيصية المتاحة لتوفير الراحة والأمان والوقاية المستقبلية للمرضى.
علاج الحصى في المسالك البولية
تتنوع طرق علاج الحصوات بناء على نوعها، حجمها وحالة المريض الصحية، وقبل أن نسردها لكم نتعرف على كيفية تشخيص الحصوات المتشكلة وما المقصود بها بشكل علمي دقيق، ومن ثم نتطرق للعلاج.
ما هي حصوات المسالك البولية؟
هي تكتلات صلبة تتشكل في الكليتين أو المسالك التي تنقل البول من الكليتين إلى المثانة. قد تكون هذه التكتلات في حجم حبة الرمل أو قد تصل إلى حجم حبة الجوز.
تتمثل حصوات المسالك البولية بالرواسب الصلبة المتجمعة في البول سواء من المعادن أو الأحماض والأملاح. تتكون هذه الحصوات في أكثر الأحيان بحجم صغير وتمر عبر مجرى البول دون أن يشعر بها الشخص.
في حالات أخرى تتكون حصوات كبيرة، ما يجعلها تسد مجرى البول، وعلى الرغم أنها كثيراً ما تكون بلا أعراض واضحة إلا أنها تسبب ألماً شديداً في الظهر والبطن ومشكلات في التبول ومضاعفات أخطر إن لم تُعالج.
مسار الحصوة: الرحلة من الكلية إلى المثانة
عندما تتكون حصوة في الكلية، قد لا تسبب أية أعراض. ولكن عندما تتحرك هذه الحصوة وتدخل في المسالك البولية، تبدأ الأعراض بالظهور. وهذا يعتمد على حجم الحصوة وموقعها.
ألم الحصوات: لماذا هو شديد؟
تكمن الألم في حصوات المسالك البولية في الضغط والإصابة التي تسببها الحصوة لأنسجة المسالك والتشنجات التي قد تحدث بسبب مرور الحصوة.
تشخيص حصى المسالك البولية
يُجري الأطباء سلسلة من الاختبارات لتشخيص حصى المسالك البولية، بما في ذلك:
• اختبارات الدم: تساعد هذه الاختبارات في تحديد ما إذا كان هناك فائض من الكالسيوم أو حمض البول في الدم واكتشاف ما إذا كان هناك حالة التهابية ناتجة للتأكد من صحة المسالك البولية بشكل عام.
• تحليل البول: قد يكشف اختبار البول على مدار 24 ساعة عما إذا كان جسم المريض يفرز العديد من المعادن التي تؤدي إلى تكوين الحصى أو وجود نقص في المواد التي تمنع تشكُّل الحصى.
• التصوير الشعاعي للمسالك البولية: كثيراً ما يلجأ الطبيب لاستخدام الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو مزيج من الأشعة المقطعية والصبغة المحقنة لتصوير الحصى داخل المسالك البولية.
يلجأ الأطباء بعد اكتشاف وجود الحصوات إلى تحليل الحصى، وهي إحدى سُبل التشخيص من خلال تحليل أي بقايا ظاهرة في البول من الحصى، التي تمكنهم من فهم ودراسة تركيب الحصى بشكل أفضل وتحديد العلاج الأكثر فعالية.
علاج حصى المسالك البولية
يختار الطبيب الطريقة العلاجية المثلى بناء على حجم الحصاة وموقعها، فقد تمر دون الحاجة لشيء وقد تتطلب التدخل الدوائي واتباع بعض التغييرات في نمط الحياة؛ للتخلص منها، على سبيل المثال حصوات الكلى الصغيرة، قد تُعالج من خلال:
• شرب المزيد من الماء.
• استخدام مسكنات الألم.
• تناول الأدوية التي توسع مجرى البول، مثل: التامسولوسين (Tamsulosin) لتمر الحصى بشكل سلس دون إحداث أذية.
• الابتعاد عن الأملاح في الطعام.
يوجد علاجات أكثر تقدماً للتخلص من الحصوات كبيرة الحجم أو المُحدِثة للانسداد، مثل:
تنظير الحالب، لسحب الحصوات العالقة في منطقة الحالب وخاصة إن فشلت العلاجات الدوائية على إخراجها.
استئصال حصوات الكلى عن طريق الجلد (PCNL)، وذلك للتخلص من الحصوات كبيرة الحجم التي سببت انسداداً خطيراً أو فشل العلاجات الأخرى، فيلجأ الطبيب لإجراء شق في الظهر يدخل من خلاله أدوات جراحية خاصة عبر أنبوب صغير ليحدد موقعها ويخرجها للخارج.
كثيراً ما يلجأ الأطباء لطريقة علاجية غير جراحية وهي تفتيت الحصوات، نظراً لفعاليتها وأمانها بالنسبة لمرضاهم، لنحدثكم عنها بالتفصيل.
تفتيت الحصوات
هو عبارة عن إجراء غير جراحي يستخدم الموجات فوق الصوتية؛ لتفتيت حصى الكلى والحالب إلى قطع أصغر، ومن ثم السماح بمرور هذه القطع الصغيرة عبر الجهاز البولي بأقل قدراً من الإزعاج.
يستلقي المريض على سرير ناعم، وتوجه فوق المنطقة الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية عبر جهاز مخصص لتحديد موقع الحصى واستهدافها بدقة.
يمكن أن يجلس المريض على سرير مبطن فوق وسادة مملوءة بالماء، وذلك أقل شيوعًا. قد يحتاج الشخص ما يصل إلى 2000 موجة لتفتيت الحجارة، وذلك يستغرق حوالي 45 إلى 60 دقيقة.
مهمة العلاج هي إزالة الحصى الموجودة ومنع تكرار تكوينها، لذا يجب استشارة الطبيب لتقييم حالة المريض الفردية واختيار الطريقة الأنسب بناءً على ذلك، وغالباً ما ينصح الطبيب بإجراء تغييرات في نمط الحياة وتناول كمية كافية من الماء للوقاية من تكوين حصى المسالك البولية مجدداً.
التحضيرات قبل العملية
قبل الخضوع لأي طريقة علاجية لحصى المسالك البولية، يجب على المرضى اتباع تعليمات الطبيب المحددة، والتي قد تشمل:
- الصيام لفترة معينة قبل العملية، اعتمادًا على نوع التخدير المستخدم.
- إيقاف تناول أدوية معينة، مثل: مضادات تخثر الدم أو المكملات الغذائية وفقًا لتوجيهات الطبيب.
- التأكد من وجود شخص مرافق بعد الخروج من العملية، للمساعدة في الذهاب إلى المنزل إذ لم ينته تأثير التخدير بشكل كامل.
كما يُجري الطبيب الكشف السريري الكامل ومعرفة الحالة الصحية للمريض للتأكد من ملاءمة الإجراء والحد من المضاعفات، ويسأل عن:
- وجود حساسية سابقة من أي نوع تخدير أو مواد دوائية.
- الأدوية المزمنة التي يتناولها.
- الحمل أو الإرضاع.
- وجود تاريخ من اضطرابات النزيف أو تناول أي أدوية مضادة للتخثر (تسييل الدم) أو الأسبرين.
خطوات العملية
ستختلف خطوات العملية اعتمادًا على الطريقة المختارة، ولكن تتمثل عملية تفتيت الحصى في عدة خطوات نلخصها لك بالآتي:
- يستلقي المريض على وسادة مملوءة بالماء أو في حوض مملوء بالماء بعد إزالة أي مجوهرات أو ملابس قد تعرقل العملية وارتداء ثوب رقيق تمر الموجات عبره.
- يُعطى المريض حقنة التخدير، علماً أن هذا الإجراء قد يُجرى دون الحاجة لذلك، ولكن يفضل الطبيب في أغلب الأحيان أن يخفف عن المريض ويحصل على أكفأ النتائج عبر بقاء المريض هادئاً.
- يستخدم الطبيب جهاز الأشعة السينية؛ ليحدد موقع الحصى بشكل دقيق.
- توجَّه سلسلة من الموجات فوق الصوتية على المنطقة لتفتيت الحصوات إلى قطع صغيرة، وتتضمن بروتوكولات العلاج إجراء بعض التعديلات على قوة هذه الموجات للتأثير في نتائج العلاج.
- تستمر هذه العملية حتى الوصول إلى قطع مفتتة وصغيرة جداً، لتمر عبر مجرى البول بمساعدة السوائل والأدوية بعد الانتهاء.
تعليمات ما بعد العملية
بعد علاج حصى المسالك البولية، يجب على المرضى اتباع تعليمات الطبيب بعد العملية، والتي قد تشمل:
- شرب الكثير من الماء؛ للمساعدة في طرد بقايا الحصى من الجسم.
- تناول مسكنات الألم حسب توصية الطبيب للحد من أي شعور بالألم.
- عدم تناول أي أدوية لم ينصح بها الطبيب المعالج.
- أخذ المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب في مواعيدها وبالجرعة والمدة الموصي بها.
- تصفية البول إن طلب الطبيب ذلك؛ للحصول على أي بقايا من الحصى وتحليلها في المختبر للحد من تكرار الأمر.
- تحديد وحضور مواعيد المتابعة مع الطبيب، لضمان التعافي ومعالجة أي مضاعفات.
- الجدير بالذكر أنه من المحتمل وجود دم في البول لبضعة أيام أو أكثر بعد العملية، وذلك أمر طبيعي.
يطمئن المرضى عند التعامل مع الأطباء ذوي الكفاءة العالية والمهارات الواسعة، لذا لا تتردد في حجز موعد اليوم للاستفادة من خبرة الدكتور إيهاب ورعايته المميزة.
يُعد علاج الحصى في المسالك البولية حالة مهمة وضرورية للغاية، تحدثنا في مقالنا اليوم عن كيفية تشخيصها وسُبل العلاج المتاحة، ولأن راحتكم أولوية لدى أطباء مستشفيات أندلسية تقدم لكم خدمة رعاية متميزة وفرق رعاية صحية على كفاءة متميزة.