920008485
يعتبر الكوليسترول جزءًا أساسيًا من كل خلية في جسم الإنسان، ولكن الزيادة في مستويات الكوليسترول في الدم قد تكون ذات آثار سلبية على الصحة العامة، خاصة على القلب والشرايين. في هذا المقال، سنتعرض لأسباب ارتفاع الكوليسترول، آثاره، والطرق المتاحة لعلاجه.
الكوليسترول ودوره في الجسم:
الكوليسترول هو نوع من الدهون الشمعية اللينة التي تتواجد في الدم. يتم إنتاجه بشكل أساسي في الكبد، لكن الجسم يحصل عليه أيضًا من بعض الأطعمة. يلعب الكوليسترول دورًا مهمًا في بنية خلايا الجسم وفي إنتاج بعض الهرمونات.
أنواع الكوليسترول:
1. LDL (كوليسترول منخفض الكثافة): يُعرف أحيانًا بـ "الكوليسترول الضار أو السيئ". عندما تكون مستوياته مرتفعة، قد يتراكم على جدران الشرايين ويسبب تصلبًا، مما يزيد من خطر الإصابة بجلطات القلب والدماغ.
2. HDL (كوليسترول عالي الكثافة): يُعرف بـ "الكوليسترول الجيد". يعمل على نقل الكوليسترول الزائد إلى الكبد حيث يتم التخلص منه.
تأثير الغذاء على مستويات الكوليسترول:
• الأغذية الغنية بالدهون المشبعة، مثل اللحوم الحمراء والأطعمة الغنية بدهون الترانز، مثل بعض الوجبات السريعة والمخبوزات، يمكن أن تزيد من مستويات الكوليسترول الضار LDL وبالأخص الدهون الثلاثية.
• بينما يمكن للأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3، مثل السمك، أن تساعد في خفض مستويات الكوليسترول وبالأخص الدهون الثلاثية وارتفاع الكوليسترول الجيد HDL.
المستويات الطبيعية للكوليسترول وكيفية تفسيرها:
الكوليسترول الكلي:
هو مجموع الكوليسترول الموجود في الدم، ويشمل HDL و LDL والدهون الثلاثية (الترايغليسيريد).
مثالي: أقل من 200 مليغرام/ديسيلتر (mg/dL).
حدودي: 200-239 mg/dL.
مرتفع: 240 mg/dL وأكثر.
كوليسترول LDL (الضار):
يعتبر العامل الرئيسي لتصلب الشرايين.
مثالي للأشخاص الذين ليس لديهم مشكلات قلبية: أقل من 115 mg/dL.
قريب من المثالي: 115-129 mg/dL.
حدودي/ مرتفع: أكثر من 130 mg/dL.
مرتفع جدًا: أكثر من 190 mg/dL.
وفي مرضى السكري يجب ان يكون أقل من 70 mg/dL ولمرضى القلب أقل من 55 mg/dL.
كوليسترول HDL (الجيد):
يساعد في إزالة الكوليسترول من الشرايين.
مريض: أقل من 40 mg/dL للرجال وأقل من 50 mg/dL للنساء.
أفضل: 60 mg/dL وأكثر.
الدهون الثلاثية (الترايغليسيريد):
هو نوع من الدهون الموجود في الدم.
مثالي: أقل من 150 mg/dL.
حدودي: 150-199 mg/dL.
مرتفع: 200-499 mg/dL.
مرتفع جدًا: 500 mg/dL وأكثر.
تفسير المستويات:
الكوليسترول الكلي: يعتبر مؤشرًا عامًا لصحة القلب، ولكن للحصول على صورة أكثر دقة يجب مراعاة مستويات LDL و HDL أيضًا.
LDL إذا كانت مستويات LDL مرتفعة، فقد تزيد من خطر تطور أمراض القلب. من الأفضل أن يكون مستوى LDL أقل قدر ممكن.
HDL يعتبر الكوليسترول HDL "الواقي" من أمراض القلب. بالتالي، كلما كانت مستويات HDL أعلى، كان ذلك أفضل.
الدهون الثلاثية (الترايغليسيريد): الأفراد الذين يعانون من مستويات عالية من الترايغليسيريد قد يكون لديهم خطر مرتفع لتطور أمراض القلب، حتى إذا كانت مستويات الكوليسترول ضمن المعدلات الطبيعية.
ويجدر بالذكر أن تحديد المستويات المثلى للكوليسترول قد يعتمد على عوامل خطر أخرى مثل العمر، والتاريخ الطبي للفرد، ووجود أمراض أخرى. لذا، يُفضل مراجعة الطبيب للحصول على توجيهات صحية خاصة.
أسباب ارتفاع الكوليسترول:
• النظام الغذائي: تناول الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة ودهون الترانز يمكن أن يزيد من مستوى الكوليسترول في الدم.
• الوزن: فقد الوزن يمكن أن يساعد في خفض مستوى الكوليسترول الكلي.
• النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يرفع مستوى الكوليسترول HDL ويقلل من LDL والدهون الثلاثية.
• التدخين: التدخين يضر بجدران الشرايين، مما يجعلها أكثر عرضة لتراكم الدهون.
• العمر والجنس: مع التقدم بالعمر، يرتفع مستوى الكوليسترول.
• العوامل الوراثية: قد تكون مستويات الكوليسترول العالية وراثية.
• الأمراض المزمنة مثل مرض السكري.
• بعض الأدوية: بعض الأدوية، مثل الستيرويدات، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول.
مضاعفات ارتفاع الكوليسترول:
• أمراض الشرايين التاجية: تحدث نتيجة تراكم الكوليسترول في الشرايين التي تغذي القلب.
• التهاب الشرايين: يمكن أن يسبب الكوليسترول الزائد التهابًا في الشرايين، مما يزيد من خطر حدوث جلطات.
• انخفاض تدفق الدم: الكوليسترول الزائد قد يقلل من تدفق الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب أو الألم أثناء المشي.
كيفية تشخيص ارتفاع الكوليسترول:
• يتم تشخيص مستويات الكوليسترول من خلال تحليل دم بسيط يُعرف بتحليل الدهون في الدم. يُفضل أن يتم هذا الفحص بعد صيام لمدة 9-12 ساعة للحصول على قراءات دقيقة.
كيفية الوقاية والعلاج:
لا توجد أعراض لارتفاع الكوليسترول في الغالب، لذلك من المهم إجراء فحوصات طبية منتظمة لتحديده. إذا تم تشخيصك بارتفاع الكوليسترول، فهناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لخفض مستوياته، بما في ذلك:
• تناول نظام غذائي صحي: يجب أن يشمل نظامك الغذائي الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. يجب أيضًا الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والدهون غير المشبعة.
• ممارسة الرياضة بانتظام: يجب أن تمارس الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
• إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة.
• الإقلاع عن التدخين.
• تناول الأدوية إذا لزم الأمر.
إذا قمت بإجراء هذه التغييرات في نمط حياتك، يمكنك خفض مستويات الكوليسترول وتحسين صحتك العامة.
نصائح للحفاظ على مستوى كوليسترول صحي:
النظام الغذائي:
• الدهون المشبعة: قلل من تناول الأطعمة ذات الدهون المشبعة مثل اللحوم الحمراء والدهون الكاملة الدسمة.
• دهون الترانز: اتجنب الأطعمة التي تحتوي على دهون الترانز، والتي تتواجد غالبًا في المخبوزات والوجبات السريعة.
• الأغذية الغنية بالألياف: زين نظامك الغذائي بالألياف، خصوصًا الألياف الذائبة الموجودة في الشوفان، الفاصولياء، وبعض أنواع الفواكه.
• الأسماك: تناول الأسماك مرتين في الأسبوع على الأقل، خصوصًا الأسماك ذات الدهون مثل السلمون والماكريل والتونة.
الوزن:
• فقدان الوزن، حتى لو كان قليلاً، يمكن أن يساعد في خفض مستويات الكوليسترول. حاول ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على نظام غذائي متوازن.
النشاط البدني:
• اجعل من الرياضة جزءًا من روتينك اليومي. يُفضل ممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة يوميًا، ولكن حتى ممارسة الرياضة لمدة قصيرة يوميًا يمكن أن تكون فعالة.
التدخين:
• إذا كنت تدخن، فالإقلاع عن التدخين يعتبر أحد أقوى العوامل في تحسين مستويات الكوليسترول وصحة القلب.
الأدوية:
• في بعض الحالات، قد تكون التغييرات في نمط الحياة غير كافية لتحقيق مستوى كوليسترول صحي. في هذه الحالة، قد يوصي الطبيب بأدوية مثل الستاتينات أو مثبطات امتصاص الكوليسترول.
التحقق المنتظم:
• يُفضل إجراء فحوصات دورية لمستويات الكوليسترول، خصوصًا إذا كانت هناك عوامل خطر أخرى مثل العمر أو التاريخ العائلي.
التقليل من الإجهاد:
• المستويات المرتفعة من الإجهاد قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول. جرب التقنيات المختلفة لإدارة الإجهاد مثل التأمل، التنفس العميق، واليوغا.
التزامك بتطبيق هذه النصائح واستمرارية تطبيقها على المدى الطويل يمكن أن يساعد في تحقيق والحفاظ على مستوى كوليسترول صحي.
إن الوقاية من ارتفاع الكوليسترول هي الأفضل، ولكن في حالة الإصابة به، فإن التعامل معه بشكل فعال يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية جسيمة. من الضروري مراقبة مستوى الكوليسترول واتباع نصائح الطبيب للحفاظ على صحة القلب والشرايين.